الثلاثاء، 12 يوليو 2016

عمارة بيزنطية

عمارة بيزنطية[عدل]

العمارة البيزنطية هي عبارة عن الفن المعمارى في عصر فجر المسيحية حسبما أخذ مجال تطوره في "القسطنطينيه" وفي الإمبراطورية الشرقية ككل بعد تحول العاصمة الرومانية الي القسطنطينيه عام 324م؛[1] ولقد كانت أغراضه متشابهه تماما لأغراض العمارة الرومانية في فجر المسيحية ولقد اتخذت الإمبراطورية الغربية نظام المباني البازيليكيه في بناءالكنائس.اما الأمبراطوريه الشرقية اتخذت نظام القباب الذي هو نتاج للتـأثير الشرقي حيث أن القبة كانت هي المستعملة في التسقيف في العصور المتقدمة عند الفرس وغيرهم من ممالك الشرق. ويقع في القسطنطينية اليوم أروع ما نتجت عنه هذه الحقبة وهو متحف (كنيسة تحولت إلى مسجد ثم متحف حاليا) آيا صوفيا.
منظور داخلي لكنيسة سانت إيريني

مواد البناء المنتشرة في هذا العصر[عدل]

حذا البنائون البيزنطيون حذو الرومان في طرق الإنشاء واستخدام مواد البناء، أي انهم استعملوا الطوب والخرسانة في الحوائط والأقبيه وغيرها وحتى الفخار فلقد استعملوه في القباب وذلك لخفته. اما الطوب فكان يستعمل لدرجه محدده إذ لم يكن استعماله بمثل الكثرة التي كان يستعمل بها في إيطاليا. وكان الطوب يستعمل غالبا في بناء الحوائط الخارجية من مداميك على هيئة رباط لغرض زخرفى وليحل محل الحليات التي لم يكن لها وجود الا قليل وكان الطوب المستعمل كنظيره من الطوب الروماني تماما "أى من قطع كبيره رفيعة"وكان يبنى باستعمال المونة ولحاماتها متسعة.

ملامح المساقط الأفقية والتصميم الداخلي[عدل]

ولقد كانت القباب وما أدخل عليها من ابتكارات في أوضاعها وطرق انشائها هي أهم ما يميز عمارة ذلك العصر ،وخاصة استعمال المثلثات الكروية pendentives لحمل تلك القباب على الصالات المربعة تحتها وذات الشبابيك الصغيرة في محيطها أو محيط ذلك الجزء الاسطوانى. وعلى أثر ذلك تطور المسقط الأفقى للكنائس في ذلك العصر بما يتمشى مع استعمال القباب،فأصبح المسقط عبارة عن صحن مربع كبير فوقه القبة الرئيسية ،و له أذرع أربعة تكون معه شكل صليب،و سقف كل من هذه الأذرع على شكل قبو أو نصف قبة ،أما الأركان الاربعة المحصورة بين الصحن وتلك الاذرع فكانت أسقفها اما قباب صغيرة أو مصابات "grointed vaults". وقد اشتهر المهندسون في ذلك العصر بالابداع والتفوق في التكوين المعمارى لهذه القباب مع بعضها من كبيرة وصغيرة ونصف قباب، مما جعلها فريدة من نوعها على مر الزمن. وأهم ما يلاحظ أيضا أن أبراج الأجراس للكنائس لم تظهر في هذه المنشئات في ذلك العصر. أما من حبث الوجهات الخارجية لتلك الكنائس ،فقد كانت بسيطة قوية معبرة ،ذات صف واحد أوأكثر من الشبابيك الصغيرة لإنارة الأجنحة الصغيرة حول الصحن الكبير والشرفات الداخلية أعلاها والتي أخذ استعمالها في الانتشار.وأما من حيث التفاصيل المعمارية الداخلية فكانت أقرب ما تكون لتفاصيل العمارة الرومانية ،وأساسها الطراز الأيونى والطرازين الكورنثى والمركب، وذلك بعد إدخال عدة تعديلات على هذا الطراز بما يتناسب والطراز الجديد.وأهم هذه الابتكارات والمستحدثات في هذا الشأن، هو ما ظهر من انبعاج تيجانها إلى الخارج، ووضع جلسة مربعة أعلا هذه التيجان مباشرة ،وذلك لتحسين حمل العقد الذي يبتدئ من هذا المنسوب مباشرة وبدون استعمال التكنة الرومانية المعتادة، وكذا استدارة سوك هذه العقود لاستمرار عمل الموزابيك على بطنياتها ،كالتي يتم عملها على الحوائط الرأسية تماما.

العوامل الطبيعية التي اثرت علي الطراز البيزنطي[عدل]

خريطة توضح موقع الامبراطورية البيزنطية

من الناحية الجغرافية[عدل]

كانت العاصمة هي بيزنطيه وسميت بعد ذلك بالقسطنطينيه أو إسطنبول وكانت أحيانا تسمى روما الجديدة حيث كانت القسطنطينيه عاصمه الإمبراطورية الرومانية عام 330م، ونجد أن بيزنطه تقع علي سبع هضاب وكانت أيضا تقع علي ملتقى طريقين رئيسيين للتجاره :و هما "الطريق المائي وهو طريق البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط"و"الطريق التجاري الواصل بين أوروبا واسيا" ولذلك تحكمت بيزنطه في التجارة.و على ذلك نرى ان الفن البيزنطي غزا الإمبراطورية الرومانية الشرقية، وحمله التجار الي اليونان وسوريا وأسيا الصغريوروسيا حتى المناطق الواقعة غرب البحر الأبيض المتوسط مثل فينسيا ورافينا وغيرها وكان لهذ الفن البيزنطي تأثير كبير على العمارة في هذه المناطق المختلفة حيث لعب الموقعالجغرافي دورا هاما في هذا الشأن.

من الناحية الجيولوجيه[عدل]

الحجر ،كماده أساسية من مواد البناء، لم يكن موجود في هذه المنطقة مثل الطمي الذي استعمل في عمل الطوب أو الزلط في الخرسانة وعلى ذلك فكان لابد من استيراد تلك المواد الهامة المطلوبة لإقامه المباني التذكاريه على وجه الخصوص فكان يستورد الرخام مثلا من المحاجر التي تقع في منطقه حوض البحر الأبيض المتوسط الشرقية بالنسبة إلى القسطنطينيه، ولذلك نجد أن العمارة البيزنطيه تأثرت كثيرا بتلك الأحجار الضخمة التي كانت تبنى بها المباني التذكاريه والتي كانت تستخرج من تلك البلاد.

من الناحية المناخية[عدل]

لم يغفل الرومان ظروف عوامل بلادهم الجوية ،تلك البلاد الشرقية ذات الجو الحار نسبيا القليل الأمطار إلى أوروبا ،وعلى ذلك ظهرت تلك العوامل واضحة على مبانيهم وفي فنونهم متأثرة بالنسبة لهذه الظروف المناخية ،و من ثم ابتكرت طرق معماريه وطرز خاصة وتأثرت بها مبانيهم.فمثلا نجد الاسطح المستوية مشتركة معا مع القباب ذات الطابق الشرقي الأصيل ،والفتحات الصغيرة الضيقة للشبابيك المرتفعة نسبيا عن منسوب الأرضية ،وتلك الحوائط الغير منكسرة ،والعقود المتكررة التي تحيط بالأفنية الداخلية ،كل هذه العوامل كونت الخواص المعمارية لهذا الطراز البيزنطى.والتي تعتبر من أهم الصفات والمعالم المميزة للعمارة البيزنطية.

من الناحية الدينية[عدل]

ثبتت القسطنطينية دعائم المسيحية واعتبرت الدين المسيحي هو الدين الرسمي للامبراطورية الرومانية عام 323م.وعلى ذلك كان الطراز البيزنطى في العمارة هو التعبير الرسمي للابنية العامة والكنائس والأديرة ولكن سرعان ما دب الخلاف بين المسؤولين في الكنيسة ،وخاصة حينما بدأ يظهر ذلك الانقسام السياسى بين الشرق والغرب في الإمبراطورية الرومانية.وكانت الكنيسة الغربية تزعم أن "الروح تتقدم وتنبع من الأب والابن" بينما الكنيسة في الشرق تقول "أن الروح تتقدم وتسير مع الأب فقط" (هذا تبعا لعقائد المسيحية الموجودة) ونشأ عن هذه الخلافات المذهبية أن غادر البلاد بعض الفنانين والمهندسين الأغريق، ورحلوا إلى إيطاليا ليزاولو أعمالهم وفنهم المتحرر، ولهذا السبب نجد أن العمارة البيزنطية في الشرق خالية من التماثيل المعبرة واللوحات الزيتية عكس الطراز البيزنطى في الغرب الذي تميز بهذه العناصر المعبرة من تماثيل ولوحات زيتية ذات الألوان الزاهية الجميلة.

من الناحيتين الاجتماعية والتاريخية[عدل]

تعتبر بيزنطية من الناحية الاجتماعية مقرالحكم السياسى والدينى والعسكري عام 234م، نظرا لموقعها المتوسط بالنسبة للامبراطورية الرومانية ،ولكن نظرا لأن أهل هذه المدينة في ذلك الحين كانوا محدودى الذكاء ،مشهورين بالكسل والشراسة ،فكان لهذا التغيير، وهو انتقال العاصمة والحكم إلى القسطنطينية، أثر فعال وسريع في تدهور الإمبراطورية الرومانية.كانت بيزنطية مدينة إغريقية قديمة ،وعلى ذلك فالمبانى الحكومية التي أنشئت في ذلك الوقت قام ببنائها حرفيين أغارقة متأثرين بالروح والتقاليد الرومانية.ولذلك نجد أن القسطنطينية نفسها أنشئت غلى أسس وخطوط رومانية كلما سمحت المناطق الجبلية بذلك.فأنشت الفورم forum حول الشارع الرئيسى ،وأنشئت كنيسة آيا صوفيا والقصر الامبراطوري ومجلس العلوم ودار القضاء وساحة العرض الكبرى والاحتفالات العامة والاستعراضات ،حيث كانت الساحة تخصص أيضا لمحاكمة وإعدام المجرمين.كما اهتم الرومان اهتمام بالغا بمجارى المياه والحمامات ووسائل تخزين المياه ،إما تحت سطح الأرض في مخازن خاصة أو في خزانات مرفوعة على عمد.وبمرور الأيام إتسعت المدينة وزاد عدد السكان ،وانشئ الحائط العظيم ببوابته وأبراجه المشهورة الذي بناه تيودور الثاني عام413م لحماية المدينة.ولكن خلف قسطنطين "الرجل القوى"أباطرة ضعفاء وانقسمت الإمبراطورية ،إلى عدة أقسام ،بعد ذلك حكم جستنتيان البلادعام527-565م ،راعى الفن والعمارة ،والذي في عهده استمر في إنشاء كنيسة إيا صوفيا وكنائس أخرى مختلفة في المدينة وفى سوريا وفلسطين.وبعد ذلك دب الفساد في البلاد وانتهى الحكم الرومانى حينما سقطت المدينة في يد الأتراك العثمانيين عام1453م على يد السلطان محمد الفاتح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق